bah ماذا لو أكثر من مجرد سؤال؟ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

ماذا لو أكثر من مجرد سؤال؟

01/28/2020 - 21:27 PM

Prestige Jewelry

 

 

الباحث القانوني د. فهيم عبدالإله الشايع     

 

تنويه" بعد معيار القراءة التي تُعد معياراً عاماً في احداث الفوارق الثقافية بين الأشخاص، يحتل التعامل مع التكييف القانوني مرتبة متقدمة للأولوية من بين المهارات المتعددة التي يجب أن يتمتع بها المشتغل في المجال القانوني إذا ما أراد الاستمرار أو النجاح في هذا المجال المليء بالمنافسة غير المشروعة قبل المشروعة"

ماذا لو عُرضت عليك قضية بصفتك قاضي، أو للتوكل فيها بصفتك محامي، أو كانت مجرد سؤالاً عابراً من أحد الأشخاص الذي يحاول أن يفك رموز هذا التشابك الذي نعيشه، في التطور العلمي.

في الحقيقة هو ليس سؤالاً واحداً بل أكثر من سؤال من حيث العدد، لكن على مستوى النوع يُمكن أن يجمعهم شيء واحد وهو التقدم العلمي بوجهٍ عام، والذكاء الاصطناعي بوجهٍ خاص.

على مستوى الأحوال الشخصية هل تؤيدني بأن فكرة الروبرت الآلي - بكافة أنواعه - تثير بعض الاشكالات القانونية، خصوصاً تلك الأنواع المعدة للخدمات المنزلية، وإن تخصصنا أكثر تصورنا أنواعاً منها معدة للخدمات الجنسية، والأسئلة في هذا الجانب محيّرة بعض الشيء، فهل تُعد ممارسة الزوج أو الزوجة مع الروبرت خيانة زوجية، ويستطيع الطرف الثاني الاستفادة من هذا الظرف، وأن تخيّلنا وضعاً من التنظيم القانوني للروبرت فهل يُمكن دخوله في عقد الزواج كطرف؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، هل نحتاج إلى موافقة الزوجة الأولى على ذلك ؟ هذه مجرد أمثلة للأسئلة التي يُمكن أن تطرح.

وعلى مستوى المسؤولية الجزائية تخيّل أنني اشتريت روبرت ليساعدني في بعض الخدمات والأعمال التي أقوم بها، فقام هذا الروبرت بسرقة شيئاً ما، فمن المسؤول عن هذه الجريمة؟ هل يعد شيئاً وبالتالي أكون مسؤولاً عن أفعاله ؟ امتداداً للمسؤولية عن الأشياء، أم تكون هذه السرقة هي خطأ برمجي يُمكن أن يُسأل المصمم أو المبرمج ، وما هي أساس هذه المسؤولية ونوعها؟

هل يعد شخصاً وبالتالي يدخل في تكوين جريمة الاتفاق الجنائي؟ أو يكوّن الظرف المشدد إذا ارتكب الجريمة مع شخص طبيعي؟ وإذا كان شخصاً هل نحتاج في عقوبتهم بالسجن حتى يتم اصلاحهم وتأهيلهم أم مجرد حذف السوفت وير الخاص بهم وتأسيس برنامج جديد لهم؟

أمَّـا على مستوى الاستنساخ الاصطناعي نجد أنَّ أغلب المشرعين يجرمون بموجب القوانين الاستنساخ البشري، لكن دعنا نتخيل ماذا لو طلبت أن يصنع لي نسخة اصطناعية شكلاً ومضموناً، خصوصاً أنَّ إمكانية تصنيع الشكل متاحة، حتى على صعيد المضمون نجد أن تقنيات محاكاة الأفكار والشعور، والتحكم ببعض الخلايا العصبية يُمكنها من الوصول إلى نتائج مفادها أن تقرب إلى شكلٍ كبير مخرجات بعض الأفكار والتصرفات، ودعنا نتحدث عن الايجابيات أليس من المفيد أن تتوافر نسخة عني ببرمجة سابقة - مع ادخال بعض التقنيات - تقوم بكل الأعمال أو الخدمات التي يجب أن انجزها، الَّا يسهم هذا في زيادة الانتاج ؟ ستقوم النسخة الاصطناعية بالعمل فهي تشبه إلى حدٍ ما عمل الوكيل، وتتجاوز المشاكل القانونية الموجودة في نظام الوكالة، لكن ماذا عن مسؤوليته تجاه النسخة الأصلية - الطبيعية - وتجاه الأخرين عن الأعمال التي يقوم بها والتي تسبب اضرار للغير أو للنسخة الأصلية - الطبيعية - ، ماذا لو تجاوز حدود البرمجة ونتاجات محاكاة الأفكار، وتصرف بناءً على استنتاجات خاصة سواء كانت خاصة به أو خاصة بظروفه أو خاصة عبثية غير مخطط لها، ماذا لو ارتكب جريمة؟ وأشارت الخبرة الفنية إلى أنَّ النسخة الأصلية – الطبيعية – في مثل ظروفه لا يُمكن أن يأتي سلوك اجرامي.

هل ستكون لهم تشريعات خاصة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم والكاتب يؤيد وجودها، هل سيطالبون في يومٍ من الأيام بالمساواة، هل سيعتبرون التحكم بهم نوع من العنصرية؟ هل سيطالبون بالتحرر؟ أم أنَّ الحرية وحدودها سيبقى زمامها بأيدي النسخ الأصلية؟

انَّه أكثر من مجرد سؤال يتعين التفكير به ملياً، وبما أنك وصلت إلى هذا السطر – القارئ الكريم - ، فأنت لست قاضياً عادياً، أو محامياً عادياً، فالقضاة والمحامون مشغولون بقضاياهم التي يتعين عليهم حسمها، وأغلبهم لا يملكون الوقت لقراءة هذه المقالات، إنك باحث لهذا يمكنك أخذ أي سؤال مما تقدم ذكره لتعرضه وفق مخيلتك البحثية وتجاوب عليه وفق أدواتك.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment