فادي عيد وهيب*
تتذكروا وقت أن حكينا عما جرى في زيارة رئيس وزراء الأردن الأسبق ومهندس أتفاق "وادي عربة" عبد السلام المجالي أثناء لقائه أعيان ومشايخ من خان يونس ورام بالضفة في مايو 2016م، ففي حواره معهم كانت هناك جملة هي الاخطر، عندما قال المجالي لهم "أنتم منا وغزة ستؤول لمصر"
وأنتم تتذكروا ماذا كان يجري قبل وبعد تلك الفترة.
وبخصوص ما يحدث اليوم الذى جاء مكملا للامس، فلا يوجد طرف رافض للصفقة يملك أوراق لمجابهة ذلك المشروع (أن كان هناك رفض من الأساس)، فالمشروع بات أمر يفرضه الواقع الذى تعيشه المنطقة وأحوال كل دولة في الأقليم، كما جاء "بلفور" منذ قرن كواقع فرضته احداثيات زمانه.
فصفقة القرن تنفذ على الأرض منذ سنوات عبر المستوطنات، والقدس الذي لم يتبقى منها الا القليل جدا ليس ملكا لليهود، والجديد فقط هو الأعلان بشكل علني عن التسوية أو أن دق التعبير التصفية، ولكن الغريب أن هناك من منا تفاجئ بالأمر، والجديد فقط كان لهم بعد فشل كل محاولاتهم للتلاعب بسيناء، وسيبقى الضغط الأكبر على الأردن والهاشمي نفسه.
هناك أطراف عربية كانت فاعلة لاتمام مشروع التسوية الكبرى المسمى إعلاميا بـ "صفقة القرن"، لاسباب عديدة، ومنهم من كان يحاول سباق الأخر كي يكون مايسترو العرب في تلك المرحلة، وابرزها الدول التى توجه لها ترامب بالشكر علنيا قبل لقائه بنتنياهو، وما كان مقتل سليماني وحصار إيران الا جزء من الصفقة بين واشنطن وتلك الدول. فهي "صفقة" أي كل طرف سيتحصل على شئ من الطرف الأخر
الاهم ان كل الاطراف سواء كانت الفلسطينية أو من خارج فلسطين الكل يبحث عن تحقيق أقل الخسائر، وهذا ليس عيب، فتلك مباراة الخروج بأقل خسارة منها يعد انجاز عظيم، وغير ذلك سنبكي بعد 20 عاما على ما فاتنا اليوم، كما نبكي اليوم على موقف ياسر عرفات من مؤتمر مينا هاوس.... وما الى أخره، فنحن نلعب في الوقت بدل الضائع.
أخيراً وليس آخراً كلمة من قلبي لمن تحتل وجداني وتسكن قلبي "القدس الغالية"
ايا كان ما يطبخ لكي
وايا كان ما ينتظرك في الغد
فستبقي
البداية والنهاية.. المهد والقيامة
ستبقي
أولا وثانيا وثالثا.. أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وان كانت أرضك بلا نفط ولا غاز ولا يورانيوم، فيكفي أن في أرضك الله.
الحق أقول لكم أن الاغبياء يركضون في طريق متوهمين أن نهايته مملكة داوود جديدة، ولكن هو طريق نهايته جحيم أعد لهم منذ البدء.
فلا مملكة، ولا خلاص قادم، ولا ذبيحة مقبولة، ولا بعد خراب الهيكل شئ سوى خراب أشد.
*الباحث والمحلل السياسى بشئون الشرق الاوسط وشمال افريقيا
Comments