bah الفنان اللبناني الاستعراضي آدم بسمة لـ بيروت تايمز: تراث لبنان يرقص بلا حدود من جنوب لبنان إلى هوليوود العالمية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الفنان اللبناني الاستعراضي آدم بسمة لـ بيروت تايمز: تراث لبنان يرقص بلا حدود من جنوب لبنان إلى هوليوود العالمية

07/11/2025 - 13:41 PM

Atlas New

 

 

تحقيق: منى منصور – خاص "بيروت تايمز"

 

في قلب مدينة لوس أنجلوس الأميركية، حيث تتقاطع الثقافات وتنبض الفنون، يتألق الفنان اللبناني الاستعراضي آدم بسمة منذ أكثر من أربعة عقود كأيقونة للتراث العربي واللبناني، حاملًا رسالة فنية وإنسانية تتجاوز حدود الأداء إلى عمق الهُوِيَّة والانتماء.

من الجنوب اللبناني إلى هوليوود: رحلة فنان

وُلد آدم بسمة في جنوب لبنان، وبدأ مشواره الفني منذ الطفولة ضمن فِرْقَة موسيقية محلية، حيث تعلّم أصول الرقص الشرقي والموسيقى الفولكلورية. ومع اتساع طموحه، هاجر إلى الولايات المتحدة، حاملًا حلمه بأن يكون سفيرًا لتراث بلاده في العالم الغربي.

في عام 1973، أسّس في لوس أنجلوس فرقة "Adam Basma Music & Dance Company"، والتي سرعان ما أصبحت من أبرز الفرق المتخصصة في تقديم عروض الرقص والموسيقى الشرقية في أميركا. ركزت الفرقة على تعليم هذا الفن ونقله بأسلوب راقٍ يُلامس الذوق الأميركي ويُعزز التواصل مع الجاليات العربية.

رغم البُعد الجغرافي، لم تغب ذاكرة الجَنُوب اللبناني عن قلب آدم بسمة. فقد شكّل الحنين إلى الوطن وقودًا لعروضه، فجعل من الرقص لغة حب ومقاومة ناعمة في وجه النسيان والتغريب.

آدم بسمة: أرقص من أجل لبنان... ومن أجل ذاكرة لا تموت"

في لقاء حصري، آدم بسمة يفتح قلبه لـ "بيروت تايمز"، متحدثًا عن رحلته الفنية التي تجاوزت حدود المسرح لتصبح مشروعًا ثقافيًا متكاملًا يحمل رسالة وطنية ويجسد التراث اللبناني في قلب المجتمع الأميركي.

بيروت تايمز: كيف بدأت فكرة نقل الفن اللبناني إلى الجَمهور الأميركي؟

بسمة: بدأت من الحنين. عندما وصلت إلى أميركا، شعرت أن لبنان يسكنني أكثر مما كنت أظن. أردت أن أقدّم الرقص والموسيقى اللبنانية ليس كفولكلور فقط، بل كهوية نابضة. الجَمهور الأميركي متعطّش لاكتشاف الثقافات، وأنا أقدّم لهم لبنان كما أعرفه: حيًّا، راقصًا، نابضًا.

بيروت تايمز: ما الفرق بين تفاعل الجَمهور العربي والجمهور الأميركي مع عروضك؟.

بسمة: الجَمهور العربي يتفاعل بعاطفة وحنين، لأنه يرى نفسه في الرقصات والموسيقى. أما الجمهور الأميركي، فهو يكتشف شيئًا جديدًا، ويتفاعل بفضول واحترام. في الحالتين، هناك لحظة سحرية تحدث على المسرح، حين يتحوّل الفن إلى لغة مشتركة.

بيروت تايمز: هل ترى أن للفن دور ثقافي واجتماعي في ظل التحديات التي يواجهها لبنان؟

بسمة: بالتأكيد. الفن ليس ترفًا، بل ضرورة. في ظل الهجرة والانقسام، يصبح الرقص والموسيقى وسيلة لحفظ الذاكرة الجماعية. أنا لا أقدم عروضًا فنية واستعراضية فقط، بل أدرّس الرقص اللبناني، أوثّق الأغاني الشعبية، وأعمل على مشروعات تربط التراث بالواقع المعاصر.

بيروت تايمز: ما أبرز التحديات التي واجهتك؟

بسمة: التحدي الأكبر أن لا يتحوّل الفن إلى نوستالجيا. يجب أن يكون حيًّا، مرتبطًا بقضايا الناس، يظهر نبضهم اليومي. لذلك أحرص على تقديم عروض معاصرة تدمج الحياة اللبنانية الحالية مع جذور الماضي.

بيروت تايمز: ما الرسالة التي تود إيصالها من خلال فنك الراقي؟

بسمة: رسالتي بسيطة وعميقة: لبنان يستحق أن يُروى، أن يُرقص، أن يُغنّى. أرقص من أجل الجيل الجديد، من أجل المغتربين، من أجل كل من يشعر أن هويته مهددة أو منسية. الفن هو الجسر، وأنا أمدّه بكل ما أملك من شغف.

تراث ينبض بالحياة

لم يكن الرقص بالنسبة لآدم بسمة مجرّد استعراض، بل بحثًا عميقًا في الموسيقى، الأزياء، والتقاليد. زار بلدانًا عربية عدة منها مصر، سوريا، السعودية، الكويت، البحرين، الإمارات وقطر، جامعًا من كل منها تفاصيل ثقافية دقيقة قدّمها بعناية على المسرح. وأرشيفه الفني يضم واحدة من أكبر مجموعات الأزياء التقليدية في أميركا، تُستخدم في عروضه لتجسيد البُعد البصري للتراث إلى جانب الإيقاع والحركة.

 

فرقة ترقص بالرسالة

اليوم، تضم فِرْقَة آدم بسمة للموسيقى والرقص الشرقي أكثر من 30  فنانًا وفنانة من اللبنانيين والعرب والأميركيين، بالإضافة إلى راقصين وموسيقيين من دول أوروبية، يقدمون عروضًا تتنوّع بين الدبكة اللبنانية، الرقصات الخليجية، والمغاربية، ضمن لوحات فنية تنبض بالحركة واللون والرمز الثقافي.

 

عالمية الحضور

قدّم الفنان الاستعراضي  آدم بسمة عروضًا في مختلف الولايات الأميركية، كما شارك في مهرجانات دولية ومحلية في الشرق الأوسط وأوروبا. وقد تُوجت مسيرته بجوائز وتكريمات مرموقة تقديرًا لإبداعه في حفظ وتقديم التراث اللبناني.

كما تُعرض تسجيلاته الموسيقية عبر منصات عالمية مثل Spotify، Apple Music و Discogs تحت اسم Adam Basma Arabic Dance Ensemble، مما أسهم في إيصال تراثه لجمهور عالمي واسع.

مسرح لا يشبه المسرح

يتابع آدم بسمة تقديم عروضه المسرحية الراقصة والغنائية، ضمن أعمال تشكّل نقلة نوعية في البناء الدرامي والسينوغرافي. فقد أعاد كتابة الموسيقى والرقصات وتصميم الأزياء لتقديم عرض مركّب يدمج بين الحكاية، الرمزية، والرقص التعبيري.

في حديثه مع بيروت تايمز، يرى الفنان بسمة أن الرقص ليس مجرد حركات، بل سرد بصري، تحليل ثقافي، وخطبة سياسية صامتة. يستلهم من مدارس عالمية مثل مارثا غراهام، موريس بيجار، ويُعيد تقديم الرقص الشرقي الشعبي في قالب معاصر، بعيدًا عن الصور النمطية. وفي عروضه، لا يعود الفولكلور مجرد تقليد، بل يُنتزع من محليّته نحو عالمية إثنية حداثية تعيد تعريف الهوية الثقافية.

يختصر آدم بسمة فلسفته في جملة واحدة: "نحن لا نُعيد تقديم الفولكلور... نحن نُعيد اختراعه." ففي نظره، الهوية لا تُصان بالتكرار، بل تُبنى بالتفاعل والتجديد.

 

آدم بسمة... ذاكرة فنية ترقص

من جنوب لبنان إلى هوليوود، ومن أسواق الشرق إلى مسارح الغرب، يواصل الفنان آدم بسمة رحلاته الفنية، حيث تتحوّل الدبكة والموسيقى والرقص إلى فعل حبّ وهوية.

 

* نُشر هذا التحقيق في إطار سلسلة تقارير خاصة تُعدّها "بيروت تايمز" حول الفنانين اللبنانيين في الاغتراب، الذين حملوا هويتهم الثقافية أينما حلّوا، وأسهموا في نشرها عالميًا عبر الفن والإبداع.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment