رجل الأعمال اللبناني - الكندي المغترب جميل شعيب:
الأول في كندا، أسطورة نجاح اغترابية مميزة واستثنائية، ومسيرة متألقة مكللة بالعز والفخر والوقار
رجل الأعمال اللبناني جميل شعيب والاعلامية منى حسن
كندا – تحقيق وحوار من اعداد منى حسن – بيروت تايمز
في الحلقة العاشرة من سلسلة "عظماء من بلادي"، تفتح بيروت تايمز صفحاتها لتروي سيرة رجلٍ استثنائي، حمل لبنان في قلبه ورفع رايته في بلاد الاغتراب. إنه جميل شعيب، ابن بلدة الدمور الشوفية، الذي تحوّل من مهاجر شاب إلى أحد أبرز رموز الريادة الاقتصادية والاجتماعية في كندا.
لم يكن نجاحه وليد صدفة، بل ثمرة جهدٍ متواصل، ورؤية واضحة، وإيمان عميق بأن العمل هو امتداد للذات. يقول شعيب: "أدونيس ليست مجرد مؤسسة، إنها جزء من حياتي، وأنا أتنفس العمل كما أتنفس الحب".
بين فلوريدا وكندا، يتنقل شعيب بروح رياضية محبة للطبيعة، يمارس الغولف، ويستمتع بالصيد والسباحة، ويجد في السفر مساحة للتأمل والتجدد. ومع كل رحلة، يحمل معه صورة لبنان، ويزرعها في قلوب من يلتقيهم.
إنجازاته لم تمر مرور الكرام. فقد نال وسام الاستحقاق الفضي من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، عرفانًا لعطائه للجالية اللبنانية، ودعمه المتواصل للبنان في أصعب الظروف، من جائحة كورونا إلى كارثة انفجار المرفأ، مرورًا بمساهماته في ترميم القنصلية في مونتريال والسفارة في أوتاوا.
في كندا، لا يُذكر اسم جميل شعيب إلا مقرونًا بالاحترام والإعجاب. الجاليات العربية واللبنانية والأجنبية ترى فيه نموذجًا يُحتذى، ورجال السياسة والاقتصاد يعتبرونه مرجعًا في النزاهة والنجاح. لقد استطاع أن يجمع بين الأصالة اللبنانية والانفتاح الكندي، فكان الجسر الذي عبرت عليه قصص النجاح.
إنه ليس مجرد رجل أعمال، بل قصة وطنية تُروى، وملحمة اغترابية تُكتب بحروف من نور.
بيروت تايمز تفتخر بتوثيق هذه المسيرة، وتعتبر جميل شعيب منارةً لكل من يؤمن بأن الحلم لا يعرف حدودًا، وأن الانتماء الحقيقي يُترجم بالعطاء، لا بالكلام.
الهجرة إلى كندا
هاجر رجل الأعمال اللبناني جميل شعيب إلى كندا بسبب الحرب اللبنانية، وفي محفظته 200 دولار فقط، كان طموحه بلا حدود، وأحلامه واسعة كاتساع كندا. واجه تحديات اقتصادية كبيرة، لكنها كانت سلّمًا رفعه إلى أعلى المراكز والمناصب في المجتمع الكندي، حتى أصبح اليوم الرجل الأول في جميع المقاطعات الكندية.
قصة نجاح
عندما يتحدث جميل شعيب عن قصة نجاحه، تستمع إليه بشغف، نظرًا للتحديات التي واجهته. ويقول: "الحياة مغامرة كبيرة، وإذا لم تعش تلك المغامرة، فكأنك أتيت إلى الدنيا ولم تعمل شيئًا."
ويضيف: "المغامرة هي أساس النجاح، بل هي لذة الحياة.".
إمبراطورية أدونيس
بدأ مسيرته المهنية في كندا في سن السابعة عشرة، حيث عمل في سوبر ماركت، وفي عام 1979، افتتح جميل شعيب متجرًا صغيرًا لا تتجاوز مساحته ألف قدم مربع، وأصبح اليوم إمبراطورية "أدونيس" التي تتحدث عنها الأجيال، وهي من أوائل وأعظم وأضخم الشركات التموينية لجميع الجاليات العربية واللبنانية والأجنبية في كندا، ويعمل فيها أكثر من 2500 موظف من اللبنانيين والعرب والأجانب.
تأسيس "مارشيه أدونيس"
اشتهر جميل شعيب في كندا بتأسيسه وتوسيع شبكة "مارشيه أدونيس" لمحلات السوبر ماركت، وشهد توسعًا تدريجيًا في أعماله، حتى أصبحت محلاته من الأكثر شعبية في البلاد. إلى جانب شركة عقارية ضخمة، قام بتوسيع أعماله لتشمل مستودعات ومتاجر جديدة، مما أدى إلى توظيف أكثر من 2500 موظف.
الاستثمارات المتنوعة
منذ سنوات قليلة باع بعض من شركاته الى شبكة سوبر ماركت مترو الكندية، وشكر حينها جميع الجاليات التي دعمته، كما شكر العاملين في المجموعة على وقوفهم معه.
وفي تصريح له، قال: "أدونيس موجودة دائمًا في فكري وحياتي، وسيظل كذلك، فأنا شخص مرتبط بالعمل، والعمل مرتبط بي أيضًا. حياتي سهلة وغير معقدة، وكذلك أنا".
جميل شعيب وزوجته واولاده جورج، أندرو، وجوي
جميل شعيب بعيدًا عن السياسة
يرفض الاقتراب من السياسة، ويفضّل مواصلة نجاحاته في إدارة أعماله، مركزًا جهوده على الإنجاز التجاري. يتعامل جميل شعيب مع الأمور بكثير من السلاسة، ولا يحب التساهل مع من يكذب أو يسرق. ويقول: "اختيار الناس من حولك هو من أهم عوامل النجاح. والحمد لله، نجحت في التخلص من كل من لم يكن أهلًا لثقتي، وحافظت بكل جهدي على من كانوا أهلًا لها".
ويضيف: "أتوجه إليهم جميعًا بالشكر والتقدير على عطائهم المتميز ووقوفهم الدائم معي".
أما من الجانب الشخصي والعائلي، فيقول: "أنا مدين لزوجتي بهذا النجاح، لأنها تحملتني في كل حالاتي المزاجية، ووفرت لي كل سبل الراحة التي ساعدتني على التركيز في عملي."
بين فلوريدا وكندا
يقضي أوقاته بين فلوريدا وكندا، ويحب ممارسة الرياضة، خاصة الغولف، والصيد، والسفر، والسباحة، والبحر. كما يحب الجلوس مع أسرته وقضاء أوقات سعيدة معهم في جو أسري، وأحيانًا يحب الحديث عن كل ما يتعلق بالأسرة والعائلة.
ويقول: "أصبحت أعطي المزيد من الوقت لعائلتي، وهذا هو جميل شعيب الإنسان الذي يحب زوجته وأسرته وجميع أفراد عائلته. وأتمنى من الله أن يمد في عمري حتى أستطيع أن أعوّض زوجتي عن كل ما تحملته من مسؤوليات أثناء انشغالي بالعمل."
جميل شعيب والأوسمة
السفير البابوي في كندا المونسنيور لويدجي بوناتزي والسيد جميل شعيب المطران ابراهيم ابراهيم اثناء تقليده بالصليب الاورشاليمي المقدس
في لحظة مفعمة بالاحترام والتقدير، قلّد المطران ابراهيم ابراهيم وسام القديس غريغوريوس الكبير، الذي منحه اياه قداسة البابا فرنسيس “تقديراً لعطاءاته الاجتماعية والانسانية ودعمه المتواصل للكنيسة الكاثوليكية”، كما جاء في البراءة البابوية الصادرة عن حاضرة الفاتيكان. وأقيم للمناسبة حفل عشاء كبير في قاعة المركز الملكي في مونتريال ترأسه المطران ابراهيم بحضور المونسنيور بوناتزي، وعدد من الوزراء والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ والديبلوماسيين ورؤساء ومستشاري البلديات، وحشد من الكهنة والاصدقاء وعائلة المكرّم.
السفير فادي زيادة والسيد جميل شعيب أثناء تقليده وسام الاستحقاق الفضي
الوسام الفضي
قلد السفير اللبناني في كندا فادي زيادة باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رجل الأعمال والشريك المؤسس لسلسلة متاجر "أدونيس" ومعامل "فينيسيا" جميل شعيب، وسام الاستحقاق اللبناني من درجة فضي، خلال لقاء عائلي في دار السِّفَارة في أوتاوا، غاب عنه الحضور الرسمي والجالية والأصدقاء.
وقال زيادة: "تقديرًا لمسيرتك المهنية المميزة في تعريف وتسويق الصناعات الغذائية اللبنانية في كندا، وعرفانا لعطاءاتك على مدى أكثر من أربعين عاما في خدمة ومساعدة الجالية اللبنانية وإرسال المساعدات الى لبنان خلال الجائحة وبعد انفجار المرفأ، إضافة الى مساهمتك في إعادة ترميم وإعمار القنصلية العامة في مونتريال والسفارة في أوتاوا، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الاستحقاق اللبناني من درجة فضي، وكلفني وشرفني أن أقلدك إياه وأن أتقدم منك بأحر التهاني".
ورد شعيب بكلمة شكر فيها رئيس الجمهورية على لفتته الكريمة بمنحه هذا الوسام، معتبرا هذه "المبادرة النبيلة تتويجا لمسيرته العملية ومع الجالية"، مؤكدا "مواصلة العمل من أجل خدمة لبنان وقضاياه مع كل المخلصين من أبناء الجالية".
الخاتمة
أنا من الأشخاص المقربين جدًا من عائلة الأستاذ جميل شعيب، وأعتبر نفسي جزءًا من هذه العائلة الكريمة، ومنذ وصولي إلى كندا في العام 2005، كان من أوائل المشجعين لي على البقاء والاستمرار. لن أنسى هذه العائلة التي فتحت لي أبواب المجد، وأنا اليوم أعتبر من الإعلاميات الأوائل اللواتي نقلن أخبار الجالية اللبنانية من كندا إلى لبنان، وكنت جسر تواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب.
في زيارتي الأخيرة إلى كندا، زرت السيد جميل شعيب في مكتبه، وكان اللقاء مميزًا بعد فترة من الغياب، وسعدت جدًا بهذا اللقاء.
وفي ختام هذه الحلقة، اتوجّه إلى المغترب اللبناني جميل شعيب بكلمات من القلب: نفتخر بك وبجميع إنجازاتك الوطنية الاستثنائية التي أضاءت سماء كندا ولبنان، وخلّدت اسمك في سجلّات العطاء والنجاح.
أنت بحق واحد من العظماء من بلادي، عنوانٌ للوفاء، ورمزٌ يُحتذى به في كل زمان ومكان.
Comments