bah مسعود معلوف لـ بيروت تايمز: الإدارة الأميركية لم تتمكن من إيقاف ضربة قطر بالرغم من تبلغها بقرب حصولها - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

مسعود معلوف لـ بيروت تايمز: الإدارة الأميركية لم تتمكن من إيقاف ضربة قطر بالرغم من تبلغها بقرب حصولها

09/23/2025 - 23:01 PM

Atlas New

 

 

الولايات المتحدة ستؤيد إسرائيل بدون تردد وبصورة تامة عبر استعمال حق النقض (الفيتو) مثلما فعلت في المرات الست الماضية 

 

المجتمع الدولي لن يقبل بالتوسع الإسرائيلي في المنطقة، خاصة
وأن دولاً غربية حليفة لإسرائيل بدأت تتحدث بجدية عن حل الدولتين وتعترف بالدولة الفلسطينية. 

 

واشنطن - اجرت الحوار منى حسن - بيروت تايمز .

 

السفير مسعود معلوف هو دبلوماسي لبناني متقاعد، وُلد في بيروت. يحمل شهادة عليا في العلوم الاقتصادية من جامعة القديس يوسف، وانضم إلى السلك الدبلوماسي اللبناني عام 1972. خلال مسيرته، مثّل لبنان في عدة دول منها الولايات المتحدة، بولندا، تشيلي، الفاتيكان، وتونس، وتولّى مناصب مهمة في وزارة الخارجية مثل مدير الشؤون الاقتصادية ومدير الشؤون العربية.

بعد تقاعده، أسّس مكتبًا استشاريًا في واشنطن، وأطلق مبادرات خيرية وتنموية مثل جمعية "معًا من أجل لبنان" ومنظمة "مهارات للتنمية". يُعرف بتحليلاته السياسية الدقيقة، ويُستضاف بانتظام في الإعلام العربي والغربي كمُحلل في الشؤون الأميركية والشرق أوسطية، حيث يُعبّر عن مواقف متزنة تدعم القضايا العربية والحقوق الإنسانية.

في حوار خاص مع صحيفة "بيروت تايمز"، اكد مسعود معلوف السفير اللبناني السابق : ان الرئيس ترامب ليس له استراتيجية واضحة في أي من الأمور الدولية بل هو يتخذ قراراته حسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية، كما ان له تصاريح متناقضة دون أن يشكل له ذلك أي أحراج، فهو يتصرف حسب حدسه، ولكن يبقى أمر ثابت في سياسته الخارجية، وهو التأييد التام والمطلق لإسرائيل. وهذا لا يمنع بعض الإختلاف في وجهات النظر بينه وبين نتنياهو.

وقال: لا بد من التوضيح ان الإعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية يحصل حالياً في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وليس في مجلس الأمن. وذلك بمطلق الأحوال أمر جيد للفلسطينيين.

 

وإلى تفاصيل الحوار :

 هل الإعتراف في مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية سيعيد للشعب الفلسطيني حقه؟

* لا بد من التوضيح ان الإعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية يحصل حالياً في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وليس في مجلس الأمن. وذلك بمطلق الأحوال أمر جيد للفلسطينيين لأن دولا غربية حليفة لإسرائيل تتخذ مواقف غير مقبولة لدى إسرائيل، وردة الفعل الإسرائيلية المنتقدة بشدة لهذه المواقف من شأنها أن تجعل هذه الدول تبتعد بعض الشيء عن إسرائيل وتتخذ مواقف إضافية مؤيدة للفلسطينيين، وصولا ربما الى إيقاف مد إسرائيل بالأسلحة والأموال. هذا مع العلم انه، من أجل قبول دولة جديدة كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، ينبغي موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العمومية وأكثرية أعضاء مجلس الأمن دون أن تستعمل أية من الدول الخمس الدائمة العضوية حق النقض. الآن فلسطين تتمتع بتأييد أكثر من ثلثي أعضاء الجمعية العمومية (78%) ولكن المشكلة تكمن في مجلس الأمن حيث تستعمل الولايات المتحدة حق النقض.

 

 هل واشنطن ستقف الى جانب إسرائيل وتؤيدها تأييدًا مطلقًا داخل مجلس الأمن.؟ في كل مشروعها التوسعي في المنطقة ? 

* كلما كان هنالك مشروع قرار معروض على مجلس الأمن يطلب من إسرائيل أموراً محددة لا تريد إسرائيل تنفيذها (مثل وقف إطلاق النار مع غزة، فتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء، إيقاف تمدد المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وغيرها) فإن الولايات المتحدة ستؤيد إسرائيل بدون تردد وبصورة تامة عبر استعمال حق النقض (الفيتو) مثلما فعلت في المرات الست الماضية منذ أكتوبر 2023.

ولكن عندما يتعلق الأمر ببيان يدين إسرائيل دون أن يطلب منها تنفيذ أمور محددة، يمكن عندئذ، وبصورة استثنائية، ان تسمح الولايات المتحدة أن يمر مثل هذا القرار الذي لا مفاعيل معينة له على الأرض، وذلك من أجل إرضاء المجتمع الدولي، مثلما حصل عند إصدار بيان يدين إسرائيل بتاريخ الحادي عشر من الشهر الجاري  بسبب اعتدائها على قطر، وهذه من المرات النادرة التي وافقت فيها الولايات المتحدة على مثل هذا البيان من أجل إرضاء قطر كونها حليف قوي لها.

 

 براي سعادتكم هل اميركا فقدت مصداقيتها دوليًا؟ خصوصًا بعد الضربة الإسرائيلية التي تعرضت لها دولة قطر؟

* لا بد من التوضيح ان الولايات المتحدة بدأت تفقد الكثير من مصداقيتها في العالم منذ العام 2018 أيام الرئيس ترامب في ولايته الأولى عندما سحب عضوية بلاده من منظمات دولية هامة مثل الأونسكو والأونروا واتفاقية باريس للمناخ، ولكن عندما تسلم جو بايدن الرئاسة في بداية العام 2021، أعاد انضمام الولايات المتحدة الى هذه المنظمات الدولية، وسرعان ما سحبها ترامب مجددا بعد عودته الى البيت الأبيض مطلع هذه السنة، بحيث أصبح العالم يشك بمصداقية الولايات المتحدة إذ أن وجودها في المنظمات الدولية الهامة لم يعد أمرا مضمونا. يضاف الى ذلك أن ترامب، منذ بداية ولايته الثانية، الغى عددا من الوكالات المعنية بالعلاقات الأميركية مع الدول النامية حيث كانت تقدم مساعدات ملموسة الى هذه الدول، وقد جعل ذلك مصداقية الولايات المتحدة الدولية تتناقص أكثر وأكثر.

والآن، بعد الضربة الإسرائيلية على قطر، الدولة الحليفة للولايات المتحدة والتي يوجد فيها أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة، ونظرا للغموض في الموقف الأميركي حيال هذه العملية الإسرائيلية إذ على ما يبدو، لم تتمكن الإدارة الأميركية من إيقافها بالرغم من تبلغها بقرب حصولها، فإن الثقة بالولايات المتحدة ومصداقيتها الدولية تناقصت بشكل كبير.

 

 كيف تقيمون تصريحات الرئيس ترامب المتناقضة ووقوفه الى جانب إسرائيل؟

* معروف عن الرئيس ترامب ان ليس له استراتيجية واضحة في أي من الأمور الدولية بل هو يتخذ قراراته حسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية، كما ان له تصاريح متناقضة دون أن يشكل له ذلك أي أحراج، فهو يتصرف حسب حدسه، ولكن يبقى أمر ثابت في سياسته الخارجية، وهو التأييد التام والمطلق لإسرائيل. وهذا لا يمنع بعض الإختلاف في وجهات النظر بينه وبين نتنياهو، ولكن أي اختلاف في الرأي بينهما لا يصل الى خلاف مع إسرائيل التي تبقى، بمطلق الأحوال، الأولوية الأولى للولايات المتحدة وبصورة خاصة للرئيس ترامب في السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

 

 هل من ضربات إسرائيلية جديدة في المنطقة ؟

* نتنياهو يتعرض لمحاكمة جدية بتهم الفساد ومن المحتمل دخوله السجن عند انتهاء ولايته، لذلك نراه يقوم باستمرار بعمليات عسكرية على عدة جبهات، في فلسطين (غزة والضفة الغربية) ولبنان وسوريا وإيران واليمن، ويحاول إقناع الإسرائيليين بأنه يدافع عنهم بينما هو الذي يبدأ هذه الحروب، والآن، بدأ يتحدث عن "إسرائيل الكبرى" ويدعي أنه في "مهمة تاريخية وروحانية من أجل تحقيق إسرائيل الكبرى"، لذلك يمكن توقع جميع الإحتمالات طالما هو موجود على رأس الحكومة الإسرائيلية، هذه الحكومة اليمينية المتطرفة للغاية، والتي تسعى الى التوسع في الضفة الغربية والسيطرة التامة على قطاع غزة، وشن هجمات يومية على لبنان بالرغم من وقف إطلاق النار. علينا ان لا نستبعد أعمالاً عدائية إسرائيلية في المستقبل القريب، وليس هنالك من ضمان بأن ترامب سيوقف مثل هذه الأعمال بعد أن رأينا ماذا حصل في قطر.

 

 هل من حرب اسرائيلية واسعة النطاق على لبنان؟ 

* يتوقع عدد غير قليل من المراقبين في الولايات المتحدة احتمال حصول مثل هذا العمل في لبنان للسبب التالي: إيران تشجع حزب الله على اتخاذ مواقف قوية رافضة لتسليم السلاح، ونتنياهو يصدر تصريحات وتهديدات لحزب الله ما يجعل هذا الأخير يرفض تسليم السلاح انصياعاً للتهديدات الإسرائيلية، وكل ذلك من أجل أن يكون لنتنياهو عذر للهجوم على حزب الله وتدمير ترسانته العسكرية، ونتيجة لذلك، تحصل إيران على مكافأة برفع العقوبات وبعض التسهيلات في المفاوضات النووية. هل مثل هذا السيناريو قابل للتحقيق؟ الجواب في المستقبل القريب.

 

 هل ستنجح اسرائيل امكانية قيام إسرائيل الكبرى؟

* لا بد من التوضيح ان المقصود بإسرائيل الكبرى غير واضح وليس هنالك  حدود معروفة لما يُسمى إسرائيل الكبرى، ولكن لا شك ان نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة تسعى جاهدة الى التوسع في المنطقة سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا، ولكن ذلك ليس بالأمر السهل الذي يمكن تحقيقه في وقت قصير، وليس من المؤكد أن المجتمع الدولي سيقبل بمثل هذا التوسع الإسرائيلي، خاصة وأن دولاً غربية حليفة لإسرائيل بدأت تتحدث بجدية عن حل الدولتين وتعترف بالدولة الفلسطينية، وذلك من شأنه أن يضع حدا للأطماع الإسرائيلية، حتى لو لم تتخذ الولايات المتحدة مواقف واضحة لمواجهة هذا المخطط الإسرائيلي.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment